من القرن الثامن إلى القرن الحادي عشر الميلادي (القرن الثاني إلى الخامس الهجري)، شكلت الإمارة الأموية ثم خلافة الأندلس فترة مهمة في تاريخ العمارة الإسلامية، والتي تميزت بمزيج من التأثيرات الثقافية المتنوعة ومبادئ التصميم المبتكرة.
أسست الدولة الأموية، التي نشأت في دمشق بسوريا، حكمها في الأندلس (إسبانيا والبرتغال حالياً) بعد فتح شبه الجزيرة الأيبيرية عام 711 ميلادي (92 هجري). ازدهرت الأندلس في تلك الحقبة بصفتها مركزاً للحضارة الإسلامية، وشهدت تقدماً كبيراً في مختلف المجالات، بما فيها الهندسة المعمارية.
بين عامي 940 و1010 ميلادي (330 و400 هجري)، كانت مدينة الزهراء مركز السلطة، وهي مدينة بالقرب من قرطبة، بناها عبد الرحمن الثالث، وكانت مقر الحكم والطبقة الحاكمة. وشهدت هذه الفترة بناء القصور الكبرى والمساجد والتحصينات، مما عزز سمعة المدينة في الفخامة والرقي. يعكس الفن الذي نشأ في مدينة الزهراء مزيجاً من لمسات منطقة البحر المتوسط، والتقاليد المحلية في إسبانيا، والتراث الثقافي لموطن الأمويين في سوريا.
وفي قلب ساحات القصر، الذي بني في القرن العاشر الميلادي (القرن الرابع الهجري) بأمر من الخليفة، يوجد حوض رخامي مزين بنوافير على شكل حيوانات مختلفة. من بينها رأس نافورة رائع على شكل أيلة حمراء (أنثى غزال). تُعرف هذه التحفة الفنية باسم "أيلة الدوحة"، وتتميز بجمالها وارتباطها الكبير بمنحوتات أخرى من منطقة غرب البحر الأبيض المتوسط.